كراهية الخروج من المسجد بعد الأذان

عدد القراءات : 21 تاريخ الإضافة : الأربعاء 22 ذو الحجة 1446 هـ

مِن آداب حضور المساجد: أن لا يخرج المسلم بعد الأذان إلا بعذر؛ لأنّ الخروج إعراض عمّا يقتضيه الأذان مِن طلب الإقبال وحضور المساجد لأداء الصلاة؛ ولئلا يكون الخروج ذريعة إلى الاشتغال عن صلاة الجماعة والتأخر عنها، وقد ورد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضُراط حتى لا يسمع التأذين " متفق عليه.

قال ابن بطال: يُشبه أن يكون الزجر عن خروج المرء مِن المسجد بعد أن يؤذّن مِن هذا المعنى؛ لئلا يكون متشبهاً بالشيطان الذي يفرُّ عند سماع الأذان، والله أعلم.

وفي صحيح مسلم عن أبي الشعثاء ، قال : " كنا قعوداً في المسجد مع أبي هريرة ، فأذّن المؤذن ، فقام رجل من المسجد يمشي ، فأتبعه أبو هريرة بصره ، حتى خرج من المسجد ، فقال أبو هريرة : أما هذا ، فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم " .

ومِن الأعذار في الخروج من المسجد بعد الأذان: إرادة الوضوء، أو الذهاب لمسجدٍ آخر فيه درس، وكذا يجوز الخروج لمن كان إماماً في مسجدٍ آخر حضر درساً أو محاضرة، أو مَن خرج لحاجة الأهل ونحو ذلك.

تنبيه: بعض المؤذنين إذا أذّن خرج إلى بيته أو لشغله، ولايأتي إلا عند الإقامة، وهذا قد حرم نفسه مِن الاستفادة مِن الوقت بين الأذان والإقامة في الصلاة والقراءة والدعاء، والناس لايشعرون بأنه قدوة في هذا الباب، لأنهم لايشاهدونه إلا في وقت الأذان والإقامة فقط، بل ربما لايعرفون حتى اسمه، وليس بينهم وبينه أي تواصل، والذي ينبغي للمؤذن أن يؤذّن ثم يبقى في المسجد ليستفيد مِن هذا الوقت، وليكون قدوة للناس، وحتى يتعرّف على المصلين ويحقق المقصود من صلاة الجماعة وهو التآلف والتعارف والتراحم.

مواد آخرى من نفس القسم

أحكام القيام للقادم

فوائد فقهية الجزء 1

مسائل في تحريم الإسبال

مكتبة الصوتيات