• الاثنين 7 ذوالقعدة 1446 هـ ,الموافق :05 مايو 2025 م


  • تعليقات على كلمات لابن تيمية ( 4 )




  • 21- تأملتُ أنفع الدعاء؛ فإذا هو سؤال العون على مرضاته ثم رأيته في الفاتحة في (إياك نعبد وإياك نستعين) مدارج السالكين (1/ 100).

    التعليق: يجب أن تعلم أن أعظم النعم أن يُعينك الله على طاعته، فتُصبح الطاعة عندك أسهل ما يكون، فتبادر لها بكل همّة وانشراح صدر، وكم مِن محرومٍ من هذه النعمة وهو لا يشعر، ولهذا ينبغي عليك أن تكثر مِن الدعاء بأن يعينك الله فعل ما يرضيه، وهذا ما دلّت عليه الآية التي نقرأها في كل ركعة (إياك نعبد وإياك نستعين).

    22 - وحُسن القصد من أعون الأشياء على نيل العلم ودركه. الفتاوى (10 / 544).

    التعليق: يجب أن نعلم أن صلاح النية أعظم وسيلة للتوفيق في طلب العلم وإدراكه وفهمه، وعندما تتأمل في سير العلماء من السلف والخلف تجد أنهم أصحاب إخلاص عجيب، وقصصهم في ذلك مبسوطة في مواضع كثيرة، فعليك بالإخلاص ليمنحك الله التوفيق في العلم.

    23 - قد يقترن بالذنوب ما يخففها، وقد يقترن بها ما يغلظها، كما أن الحسنات قد يقترن بها ما يعظمها وقد يقترن بها ما يصغرها. الفتاوى (11 / 659).

    التعليق: عند التأمل في الحسنات والسيئات نجد أن لها أسباب تقويها أو تخففها، ومثال ذلك: قد ترى مَن يعمل حسنة قليلة كمن يتصدق بمالٍ يسير، ولكن إخلاصه لله كبير، فإن هذا الإخلاص يرفع من شأن حسنته حتى ربما بلغت عند الله مبلغاً عظيماً، ويدل لهذا قصة المرأة البغي التي سقت الكلب فغفر الله لها، والحديث رواه البخاري.

    وقد يقترن بالحسنة شيء من الغرور والعجب ما يجعلها لا قيمة لها أصلا، لأن الله لا يحب العجب، لمخالفته لأصل التعبد له سبحانه وتعالى.

    وأما السيئات فقد يقع المؤمن في المعصية ثم يندم عليها وينكسر قلبه لها، فتصغر المعصية ولو كانت كبيرة، بسبب ما قام في قلبه من الحياء والتعظيم لله تعالى، وقد يفعل السيئة ويجاهر بها، فلا يغفر الله له، كما في حديث " عُفي لأمتي إلا المجاهرين " متفق عليه.

    24 - مَن اتقى الله في عملٍ تقبّله منه وإن كان عاصياً في غيره، ومَن لم يتقه فيه لم يتقبله مِنه وإن كان مُطيعاً في غيره. الفتاوى (10 / 322).

    التعليق: مِن قواعد الشريعة أن قبول العمل مرتبط بشرطين وهما الإخلاص لله تعالى والاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم، فمن جاء بهما في أي عمله قبله الله منه، حتى لو كان ذلك العامل عنده معاصي أخرى.

    فمن اتقى الله في صلاته قبلها الله منه حتى لو كان عنده معاصي كالنظر المحرم، وهذا من رحمة الله وعدله بعباده، ولو افترضنا أن الله لا يقبل منا أي عمل لأن عندنا معاصي، لما قبل منا أي عمل، والله المستعان.

    وفي المقابل من أخلّ بالتقوى في أي عمل فإن الله لن يقبله منه حتى لو كانت عنده طاعات أخرى.

    25 - أعظم ما يكون العبد قدراً عند الخلق إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه، فإذا أحسنتَ إليهم مع الاستغناء عنهم كنتَ أعظم ما يكون عندهم. الفتاوى (1 / 39).

    التعليق: مَن أراد أن ينفع الناس ويؤثر فيهم فليكن مستغنياً عنهم بقدر ما يستطيع، فيُحسن إليهم بماله أو بجاهه أو بعلمه ونحو ذلك، بدون أن يشعروا بأنه يحتاج لشيء مما عندهم، وهذا الاستغناء صفة مهمة جداً، وأما مَن يُحسن إليهم وهو يرجو ما عندهم فإن تأثيره فيهم سيضعف بحسب ذلك.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    أطت السماء

    0:00

    فن اتخاذ القرار

    0:00

    وقفة مع أصحاب الكهف

    0:00

    تلاوة من سورة الواقعة

    0:00

    تأملات في سورة الفاتحة

    0:00



    عدد الزوار

    5796239

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 34 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1650 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة