طالب العلم الذي آوى إلى الله

عدد القراءات : 287 تاريخ الإضافة : الأربعاء 15 رجب 1446 هـ

مِن أجمل الأحاديث التي تبين فضل العلم، أن الذي يرغب في العلم جاء وصفه بأنه " آوى إلى الله فأواه الله " كما ورد في حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالسٌ في المسجدِ والناسُ معه، إِذْ أقبلَ ثلاثةُ نَفَر، فأقبل اثنان إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وذهبَ واحدٌ ، قال : فوقفا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فأمَّا أحدُهما : فرأى فرجةً في الحَلْقَةِ فجلَسَ فيها ، وأمَّا الآخرُ فجلَسَ خلفَهم ، وأمَّا الثالثُ فأدبَرَ ذَاهبًا.

فلما فرغ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال : ألا أخبرُكم عن النفرِ الثلاثةِ ؟ أمَّا أحدُهم فآوى إلى اللهِ فآواه اللهُ ، وأمَّا الآخرُ فاستحْيَا فاستحيَا اللهُ منه ، وأمَّا الآخرُ فأعرضَ فأعرضَ اللهُ عنه. رواه البخاري.

وهنا نقف على ذلك الذي زاحم حتى جلس عند النبي صلى الله عليه وسلم، وتأمّل ماذا قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: " أما أحدهم فآوى إلى الله فآواه الله ".

ما أجمل هذا الوصف، ما أحلى هذه الكلمة، " آوى إلى الله ".

إنَّ محبة العلم والسعي لتحصيله يُعتبر عملاً جميلاً تأوي به إلى الله، إنّ حضور مجالس العلم أو سماعها أو الرحلة لأهل العلم أو القراءة والبحث في العلم، كل ذلك يُعتبر داخلاً في هذا الوصف الجميل " آوى إلى الله ".

وانظر إلى الثواب الرباني " فأواه الله "، والذي يأويه الله لاشك أنه سينال الخير والرضا والتوفيق.

والعجيب أنّ هذا الوصف جاء لمجرد جلوس ذلك الرجل في المجلس لمرةٍ واحده، فكيف يكون حال الذي كل حياته مليئة بطلب العلم؟ ياترى بماذا فاز ؟

نسأل الله أن يجعلنا ممن أحبّ العلم وطلبه خالصاً لله تعالى، وعمل به، ودعا الناس إليه على منهج النبي صلى الله عليه وسلم.

لقراءة المزيد من فوائد هذا الحديث :
https://s-alamri.com/article/details/13271