• الاربعاء 12 صَفَر 1447 هـ ,الموافق :06 أغسطس 2025 م


  • التراجع في القرارات الأسرية



  • من أدلة الحكمة لدى الشخص أن يكون متأنياً في اتخاذ القرارات في حياته ، وأن يستشير ويستخير ويجمع المعلومات قبل اتخاذ القرار .

    والغالب أن هذا الشخص تكون قراراته على جانب كبير من الصواب .

    ومن زاوية أخرى فإن من المهم أن نعلم أن من الحكمة أن يتراجع المرء عن القرار إذا ظهر له أنه قد أخطأ فيه ، وهذا التراجع دليل لشجاعة النفس والصدق في البحث عن الحق ، وهنا أمثلة :

    أولاً : إذا تقدم شاب لابنتك وفي الوهلة الأولى تبين لك أنه مناسب ، ولعلك أظهرت له الموافقة المبدأية لتزويجه ابنتك ، ولكنك بعدما جمعت المعلومات عنه تبين لك أنه لايناسبها ، فاعلم أنه لابد عليك أن تتراجع عن الموافقة وتعتذر بلطف ، لأن الاستمرار في قرار تزويجه ليس في مصلحة ابنتك ، نعم قد يغضب منك الشاب وأسرته ، ولكن لايهم ، لأن مصلحة ابنتك أهم من مصلحة رضاهم عنك .

    ثانياً : قد يختلف الرجل مع زوجته ويرى أن الحل أن يذهب بها لأهلها ، ولكن وبعد التأني والاستشارة ظهرت له مصالح أخرى من تركها في بيتها وأن يتصالحا بكل مودة واحترام ، فالتراجع هنا أفضل من الذهاب بها لأهلها ، لأن المفاسد ستكون أكثر .

    ثالثاً : قد تطلب المرأة الطلاق من زوجها وتشعر أن المشكلات أحاطت بها من كل جانب ، ولكن وبعد الهدوء ومراجعة النفس تبين لها أن هناك حلول قبل الطلاق ، كالمصارحة أو استشارة الحكماء من أهل العلم ، فهنا لابد من التراجع عن طلب الطلاق .

    رابعاً : قد يفكر الرجل في التعدد ويبدأ البحث وربما وجد المرأة التي تناسبه ، ولكن وبعد التأني والتفكير العميق في حياته السابقة مع زوجته الأولى ، ثم التفكير في الجوانب المالية التي سوف يعاني منها بعد زواجه الثاني ، هنا لابد من التراجع عن قرار الزوجة الثانية ، وهذا ليس بضعف بل هو عين العقل وخاصة إذا كانت زوجتك الأولى لها جوانب جميلة في حياتك ، وقد يظن البعض أني ضد التعدد ، وهذا خطأ لأن التعدد من الشريعة التي اختارها الله الحكيم العليم ، ولكن ليس كل رجل يناسبه التعدد .

    وأعرف بعض الرجال الذين استعجلوا في التعدد بدون أي استشارة أو جمع للمعلومات أو ترتيب مالي ، وإذا بهم يقعون في مشكلات كبيرة في النواحي المالية والنفسية والتربوية .

    باختصار ، يجب أن نربي المجتمع على أن التراجع عن القرار في أي مجال من مجالات الحياة هو من الحكمة التي تنفع صاحبها ، وصدق الله " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً " .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    أسباب صلاح القلوب

    0:00

    من وصايا لقمان

    0:00

    ( باب الذكر عقب الصلاة ) ( 1) (من كتاب عمدة الأحكام

    0:00

    هل تشعر أنك فقير أم غني ؟

    0:00

    تأملات في سورة الحديد - 3

    0:00



    عدد الزوار

    6352718

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 38 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1672 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة