في تعاملنا مع الأهل والزملاء سنواجه التقصير والخطأ ، كما يواجهون منّا كذلك ، وهذا شيء معلوم ولايحتاج إلى إيضاح .
وإنما الذي يحتاج إلى تذكير هو وجوب العدل في التعامل مع الناس ، والحذر من نسيان الحسنات .
ولنعتبر دائماً بقاعدة أيهما أكثر عند الآخر هل هي الأشياء الجميلة من الأخلاق والمواقف والكلمات ، أم أن الأكثر هي العادات السيئة والكلمات البذيئة ؟
إن الناظر في حياة البعض يجد أنهم سرعان مايتخلون عن الآخر من صديق أو زوج أو زوجة لمجرد خطأ أو تقصير ، وكلنا يسمع بقصص المشكلات والطلاق ، والخلافات مع الأصدقاء والنفرة بينهما .
وحينما تبحث عن الموضوع تجد أن القضية ربما تقصير في شيء أو خطأ غير مقصود في الغالب .
إن من قواعد القرآن " ولاتنسوا الفضل بينكم " وأيضاً " اعدلوا هو أقرب للتقوى ".
إن الهروب من العلاقات الاجتماعية العظيمة " كالزوجين والأصدقاء " من علامات ضعف العقل وقلة المروءة ، وخاصةً إذا كان السبب لايستحق .
ولو أن كل واحد ترك زوجته وصديقه لمجرد خلاف لمابقي أحد .
ولو أن كل زوجة تركت زوجها أو خلعته بسبب خلاف تافه ، فإن عدد المطلقات سيكون مثل عدد المتزوجات وربما أكثر .
إن الخطأ وارد ، والحل ممكن كالنصيحة ، والتغافل أحياناً ، وحسن الظن أحياناً .
إن الشخصية اللوامة التي تلوم الآخرين عند كل خلل ، هي شخصية سلبية ، ولن يبقى معها أحد ، لأنها تركز على العيب ، وتنسى حسنات الآخر .
وأنا لا أدعو لأن نكون شخصيات تتحمل أخطاء الآخرين ، وإنما المقصود أن نتربى على خلق الصبر - خاصةً مع من نحب - .
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد  
جاءت محاسنه بألف شفيع
والتغافل المحمود إنما يكون عن الأخطاء اليسيرة لا الكبيرة ، لأن الكبيرة لو تغافلنا عنها فقد تتكرر وتصبح عادة لدى الآخر .
باختصار ؛ كن حكيماً في ضبط ردود أفعالك مع من تحب ، وأعط كل شيئ حجمه المناسب .
 مكتبة الصوتيات
                
تلاوة من سورة النساء 110-112
0:00
التحذير من السخرية
0:00
أحكام مواقيت الصلاة
0:00
وسطية أهل السنة في صاحب الكبيرة
0:00
تأملات في اسمي الله تعالى : ( الغفور والشكور )
0:00
عدد الزوار
6851520
                        إحصائيات | 
                
مجموع الكتب : ( 41 ) كتاب | 
                
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم | 
                
مجموع المقالات : ( 1688 ) مقال | 
                
مجموع الصوتيات : ( 993 ) مادة | 
                
